يقدَّر عدد الأشخاص الموصولين بالإنترنت في عام 2024 بنحو 5,5 مليارات شخص، وهو ما يمثل زيادةً في عددهم بمقدار 227 مليون فرد استناداً إلى تقديرات عام 2023 المنقحة، وذلك وفقاً للأرقام الجديدة الصادرة عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU).
وتثبت التقديرات البارزة في تقرير "حقائق وأرقام عام 2024" الصادر عن الاتحاد استمرار تزايد التوصيلية في جميع أنحاء العالم، لكنها تكشف عن تعقيدات الوصول إلى المجتمعات المحلية في البلدان المنخفضة الدخل.
فرغم أن التقديرات تشير إلى أن نسبة سكان العالم الموصولين بالإنترنت في الوقت الحاضر تبلغ 68 في المائة، وأن المؤشرات التي يتتبعها التقرير تثبت تحسن الوضع، لا تزال الفجوات الرقمية العنيدة متأصلةً ولا يزال حوالي ثلث سكان العالم غير موصولين بالإنترنت.
وفي هذا السياق، قالت الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات، السيدة دورين بوغدان-مارتن: "حقائق وأرقام عام 2024" قصة تروي واقعيْن رقمييْن منفصميْن بين البلدان المرتفعة الدخل والبلدان المنخفضة الدخل". وأوضحت قائلةً: "إن الثغرات الصارخة في مؤشرات التوصيلية الحرجة تعزل أشد الأشخاص قابليةً للتأثر عن النفاذ إلى الإنترنت لتحرمهم من فرص الحصول على المعلومات، والتعليم، والعمل. فهذا التقرير إنما هو تذكرة بأن التقدم الحقيقي في عالمنا المترابط لا يُقاس بمدى سرعة مضينا قُدُماً فحسب، وإنما يُقاس بضمان مضي الجميع قُدُماً معاً".
الصلة الوثيقة بين مستويي التنمية والتوصيلية
يُثبت تقرير "حقائق وأرقام عام 2024" أن استخدام الإنترنت ما زال وطيد الصلة بالمستوى الإنمائي.
ففي البلدان المرتفعة الدخل، تقدر نسبة السكان مستخدمي الإنترنت في عام 2024 بنحو 93 في المائة. ويتناقض ذلك مع الوضع في البلدان المنخفضة الدخل، حيث نسبة السكان الموصولين بالإنترنت لا تتجاوز 27 في المائة وفقاً للتقديرات.
كما أن تحديات التوصيلية ما زالت قائمة في أقل البلدان نمواً (LDC)، حيث نسبة السكان الموصولين بالإنترنت لا تتجاوز 35 في المائة بحسب التقديرات، وفي البلدان النامية غير الساحلية (LLDC) حيث تبلغ نسبتهم 39 في المائة فحسب.
وإجمالاً، يقدر عدد الأشخاص غير الموصولين بالإنترنت في عام 2024 بحوالي 2,6 مليار شخص، وهو ما يمثل نسبة 32 في المائة من سكان العالم. ويشكل ذلك انخفاضاً في عددهم عن تقدير عام 2023 المنقح حديثاً وهو 2,8 مليار شخص، أي ما يمثل 35 في المائة من السكان.
وبهذا الخصوص، قال مدير مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد، السيد كوزماس لاكيسون زافازافا: "إن العالم يتجه بخطى شديدة البطء نحو تحقيق النفاذ الشامل للجميع في الوقت الذي ينبغي أن يعدو فيه مسرعاً". وأضاف: "بينما نواصل إحراز تقدم في مجال التوصيلية، يُخفي تقدمنا في طياته ثغرات كبيرة في المجتمعات المحلية الأشد قابليةً للتأثر في العالم، حيث يزيد الإقصاء الرقمي من مشقة الحياة. فعلينا أن نكثف جهودنا من أجل إزالة الحواجز التي تُبقي الأشخاص غير موصولين بالإنترنت وسد ثغرة الاستخدام، وأن نجدد التزامنا بتحقيق توصيلية شاملة وهادفة ليتمكن الجميع من النفاذ إلى الإنترنت."
تتبُّع اتجاهات التوصيلية
من النتائج المهمة التي ينتهي إليها تقرير "حقائق وأرقام عام 2024" ما يلي:
- يتجه العالم ببطء نحو التكافؤ بين الجنسين في استخدام الإنترنت – تشير تقديرات عام 2024 إلى أن الرجال يمثلون نحو 70 في المائة من مستخدمي الإنترنت في العالم، مقارنةً بحوالي 65 في المائة من مستخدماتها النساء. وبالرغم من زيادة عدد مستخدمي الإنترنت من الرجال عن مستخدماتها النساء بواقع 189 مليون رجل، يخلص التقرير إلى أن العالم يتجه نحو التكافؤ بين الجنسين في هذا الصدد باستثناء أقل البلدان نمواً. (وفقاً للتقديرات المنقحة، كان نحو 68 في المائة من الرجال و 63 في المائة من النساء يستخدمون الإنترنت في عام 2023).
- نقص التقدم في سد الفجوة بين المناطق الحضرية والمناطق الريفية – على الصعيد العالمي، تقدر نسبة مستخدمي الإنترنت من سكان المناطق الحضرية في عام 2024 بنحو 83 في المائة، بينما يستخدمها أقل من نصف عددهم في المناطق الريفية (48 في المائة). ومن مجموع عدد الأشخاص غير الموصولين بالإنترنت في عام 2024 المقدر بنحو 2,6 مليار شخص، يعيش 1,8 مليار شخص في المناطق الريفية.
- يشكل الشباب الفئة السكانية الأرجح استخداماً للإنترنت، لكنَّ الفجوة آخذة في التقلص – إن 79 في المائة من مستخدمي الإنترنت في العالم ينتمون إلى الفئة العمرية 24-15 سنة، وهو ما يمثل زيادةً عن نسبة مستخدميها من سائر الفئات السكانية بواقع 13 نقطة مئوية. لكنَّ هذه الفجوة بين الأجيال، التي لوحظت في كل منطقة، أخذت تنكمش ببطء طوال الأعوام الأربعة الماضية. (وفقاً للتقديرات المنقحة، مثل الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 سنة حوالي 77 في المائة من مستخدمي الإنترنت في عام 2023).
- تواصل أسعار الإنترنت انخفاضها، لكنَّ القدرة على تحملها ما زال يشكل تحدياً – إن تكلفة الاشتراك في النطاق العريض الثابت في البلدان منخفضة الدخل تعادل ما يقرب من ثلث متوسط الدخل الشهري.
- عالمياً، يمتلك أربعة من كل خمسة أشخاص تزيد أعمارهم عن عشر سنوات هاتفاً متنقلاً – غير أنه توجد تفاوتات كبيرة فيما بين البلدان. فنسبة الأشخاص الذين يمتلكون هاتفاً متنقلاً ممن تزيد أعمارهم عن عشر سنوات تربو على 95 في المائة في الاقتصادات المرتفعة الدخل، بينما لا تتجاوز 56 في المائة في البلدان المنخفضة الدخل.
- تشير التقديرات إلى وصول التغطية بشبكات الجيل الخامس (5G) إلى نسبة 51 في المائة من سكان العالم في عام 2024، مع وجود تفاوتات هائلة بين البلدان المرتفعة الدخل والبلدان المنخفضة الدخل - ففي حين أن 84 في المائة من الأشخاص في البلدان المرتفعة الدخل مشمولون بتغطية الشبكات 5G، لا تشمل تغطيتها سوى 4 في المائة حصراً من سكان البلدان المنخفضة الدخل.
- يقترب عدد الاشتراكات في خدمة النطاق العريض المتنقل من عدد الاشتراكات في خدمات الاتصالات الخلوية المتنقلة – رغم المكاسب الجاري تحقيقها، ما زال استخدام النطاق العريض الثابت ضرباً من الترف للكثيرين.
- لا يزال نمو حركة الإنترنت قوياً - مع ذلك، فإن متوسط حركة النطاق العريض المتنقل الشهرية لكل اشتراك في البلدان المرتفعة الدخل (16,2 غيغابايت) يزيد عن مستواه في الاقتصادات المنخفضة الدخل (2 غيغابايت) بنحو ثمانية أمثاله.
###
ملاحظات المحرِّر:
- يمكن الاطلاع هنا على التقرير الكامل، بما يشمل استخدام قارئ عبر الإنترنت والاطلاع على رسوم بيانية تفاعلية.
- عند حساب تقديرات تقرير "حقائق وأرقام"، تُحدَّث تقديرات العام السابق استناداً إلى أحدث البيانات المتاحة.
- فيما يتعلق بعام 2023، نُقح التقدير الأصلي لعدد الأشخاص الموصولين بالإنترنت في عام 2023 البالغ 5,4 مليارات شخص ليصبح 5,3 مليارات شخص، أي ما يعادل 65 في المائة من سكان العالم.
- فيما يتعلق بعام 2023، نُقح التقدير الأصلي لعدد الأشخاص غير الموصولين بالإنترنت في عام 2023 وهو 2,6 مليار شخص ليصبح 2,8 مليار شخص، أي ما يعادل 35 في المائة من سكان العالم.
- نزِّل هنا مجموعة البيانات الكاملة بأحدث التقديرات لعام 2024 وتقديرات الأعوام السابقة.
- يمكن الاطلاع هنا على مزيد من المعلومات عن المنهجية المتبعة.
مراجع ومعلومات أساسية:
نبذة عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)
الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) هو وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، التي تقود عجلة الابتكار في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات جنباً إلى جنب مع 193 دولة عضواً وعضوية تضم ما يزيد على 1 000 كيان من الشركات والجامعات والمنظمات الدولية والإقليمية. والاتحاد الذي أُنشئ في عام 1865 هو الهيئة الحكومية الدولية المسؤولة عن تنسيق الاستعمال العالمي المشترك لطيف الترددات الراديوية وتعزيز التعاون الدولي في تخصيص المدارات الساتلية وتحسين البنية التحتية للاتصالات في العالم النامي ووضع معايير عالمية لكفالة التوصيل البيني السلس لمجموعة ضخمة من أنظمة الاتصالات. ويلتزم الاتحاد بتوصيل العالم: من الشبكات عريضة النطاق إلى أحدث التكنولوجيات اللاسلكية، ومن ملاحة الطيران والملاحة البحرية إلى علم الفلك الراديوي ورصد الأرض من خلال السواتل والرادارات الأوقيانوغرافية فضلاً عن التقارب في خدمات الهاتف الثابت والمتنقل، وتكنولوجيات الإنترنت والإذاعة. تعرَّف على المزيد: 1f8a81b9b0707b63-19211.webchannel-proxy.scarabresearch.com.
