السيد رئيس المؤتمر
السيد الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات
 
حضرات السيدات والسادة،
 
يطيب لي أن أتناول الكلمة أمام هذا الجمع الكريم موجها إلى كافة الحضور أخلص التحية ومعبرا إلى الشعب المكسيكي الصديق على أصدق عبارات الشكر لحسن التنظيم وحرارة الاستقبال واختيار هذه المدينة العريقة والجميلة قواد لاخارا لعقد مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات.
           
ويسعدني سيدي الرئيس بأن أهنئكم على انتخابكم رئيسا للمؤتمر وأن أتوجه كذلك بالتهنئة إلى نواب رئيس المؤتمر ورؤساء لجانه ونوابهم على انتخابهم راجيا لكم جميعا التوفيق في إدارة أعماله.
 
ويتميز هذا المؤتمر: مؤتمر المندوبين المفوضين الحالي بكونه ينعقد بعد خمس سنوات من تنظيم المرحلة الثانية للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي احتضنتها تونس وقبل خمس سنوات أيضا من الأجل المحدد من قبل المجموعة الدولية لتنفيذ توصيات القمة وأهداف الألفية للتنمية.
 
 ويتزامن هذا المؤتمر كذلك مع انطلاق فعاليات السنة الدولية للشباب التي أقرتها الأمم المتحدة تجسيما لمبادرة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية. 
حضرات السيدات والسادة،
 
لقد أتاحت التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال فرصة لإرساء مجتمع المعلومات وبعث مفاهيم ومضامين اقتصادية جديدة قادرة على المساعدة في محو ما خلفته الاقتصاديات الكلاسيكية من تفاوت بين الدول والشعوب وهو ما من شأنه مساعدة الدول النامية في الالتحاق بركب الدول المتقدمة شريطة أن تساير نسق التحولات الناتجة عن هذه الثورة التكنولوجيات بالسرعة والفاعلية اللازمتين. ودور المهتمين بهذا القطاع مركزي ولا بديل عنه للمساهمة الفاعلة والفعالة في استغلال الفرص المتاحة وتوظيفها للتنمية المستدامة والتقليص من الفجوة الرقمية من خلال:
 
1- الوعي بهذه التحولات العميقة والمتسارعة التي يشهدها العالم والتي تطرح في الآن نفسه العديد من التحديات وتوفر فرصا كبيرة للتنمية والتقدم والازدهار ومقاومة البطالة وإدماج جميع مكونات المجتمع في الحركة الاقتصادية والمعرفية. ويتطلب ذلك خاصة الأخذ بناصية العلوم والمعارف تمكينا للتأقلم مع الوسائل الحديثة ومتابعة ما يجد في المجال واستباق دخول التطبيقات الجديدة حيز الاستغلال من خلال البحث العلمي واليقظة التكنولوجية
 
2- الإيمان الراسخ بالقدرة على مواكبة هذه المستجدات واستيعاب تأثيرها وتطوير هذه التكنولوجيات أخذا بعين الاعتبار للخصوصيات الوطنية وذلك في جميع المراحل من دراسة وانجاز واستغلال.
 
3- العمل على إحداث مؤسسات مجددة باستغلال ما تتيحه هذه التكنولوجيات وتطبيقاتها وتوفير المناخ الملائم لبعثها ونموها  وإبراز الدور المتنامي لصناعة المحتوى وما ينتج عنها من حركية اقتصادية ودينامكية في بعث المهن الجديدة من خلال توظيف المخزون الحضاري والثقافي والبيئي والأرشيف السمعي والبصري لبلداننا ورقمتنه وحفظه على حوامل الكترونية وصياغته لوضعه على الخط.
4- وأخيرا وليس أخرا التأكيد على دور الاتحاد الدولي للاتصالات في إرساء قواعد وفرص التعاون وتوفير فضاءات للتنسيق والتحاور وتبادل الخبرات.
 
وشعورا منها بهذا الواقع المتغير، حضرات السيدات والسادة، الذي يمثل فيه ميدان تكنولوجيات المعلومات والاتصال حجر الزاوية، أرست تونس بهدي من رئيسها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي خطة متكاملة وشاملة تهدف إلى النهوض بهذا القطاع بتشجيع الاستثمار فيه وتحريره وإذكاء روح المبادرة وإرساء عناصر الثقة بين مختلف المتدخلين وتامين حق الاتصال للجميع في الدستور ضمن مقاربة وطنية تتصف بطابعها الشمولي وتهتم بمختلف الجهات والفئات وتعطي العمل القيمة التي يستحقها بالتعويل على الطاقات والقدرات الذاتية وتضع مصلحة البلاد في مقدمة الاهتمامات.
 
وشهدت جميع المؤشرات تبعا لذلك تطورا محمودا اثني عليه أهل الاختصاص في العديد من اللقاءات والمؤتمرات الإقليمية والدولية.
 
 
وتونس التي تعطى العمل الدولي المشترك أهمية كبرى ويعد من العناصر الثابتة ضمن اختياراتها وسياساتها، بعثت بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات ومؤتمر الأمم المتحدة للتنمية(CNUCED) وبالاشتراك مع العديد من المنظمات الإقليمية والدولية فضاء سنويا عرف بـ Forum ALL4ICT للبحث والتشاور وتوظيف التكنولوجيات الحديثة للتنمية. والدعوة موجهة إليكم للحلول بيننا وتشريفنا بالحضور خلال النصف الأول من شهر نوفمبر القادم   والمساهمة في هذا المنتدى في دورته الخامسة التي ستتناول موضوع تكنولوجيات المعلومات والاتصال مصدر للإلهام والتجديد وروح المبادرة للشباب وذلك في إطار فعاليات السنة الدولية للشباب.
 
 
وتونس التي تؤمن بالدور المركزي للاتحاد الدولي للاتصالات والتي ساهمت في أعماله منذ القدم من خلال مساهمة إطارها واضطلاعها بمهام قيادية فيه أو تنظيمها للعديد من التظاهرات الهامة كالمرحلة الثانية من القمة العلمية حول مجتمع المعلومات أو كذلك من خلال مساهمتها في مجلس الاتحاد كعضو منتخب.تتوجه إليكم جميعا لدعم ترشحها وانتخابها في المجلس الجديد الذي سينبثق عن مؤتمر المندوبين المفوضين ملتزمة بالعمل في إطار التوافق الدولي لتطوير نشاط الاتحاد لما فيه الخير للجميع.
 
أرجو في الختام النجاح لأعمالنا وشكرا لكم على حسن الإصغاء والانتباه.
 
 والســـلام