السيد رئيس المؤتمر،
السيد سكرتير عام الاتحاد الدولي للاتصالات،
حضرات السيدات والسادة الأفاضل رؤساء وأعضاء الوفود،
يسعدني ويشرفني أن أتحدث إليكم اليوم في مؤتمر المندوبين المفوضين الذي تستضيفه دولة المكسيك الصديقة فى مدينة جوادالاهارا الجميلة، هذا الحدث الهام الذي يحظى باهتمام عالمى، والذى توليه مصر اهتماماً خاصاً، ويترقب نتائجه كافة أصحاب المصلحة، كما يشرفنى أن أنقل إليكم تحيات السيد الدكتور/ طارق كامل، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بجمهورية مصر العربية، والذي حالت ارتباطات طارئة دون حضوره ومشاركته في هذا المؤتمر، كما أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للدكتور حمدون توريه/ سكرتير عام الاتحاد الدولي للاتصالات، وكافة المسئولين المنتخبين، وإدارة الاتحاد على المجهودات الكبيرة التى بذلوها خلال الدورة السابقة، ويطيب لى أن أعبر عن فائق الإمتنان لشعب وحكومة المكسيك على براعة التنظيم وحسن الاستقبال وكرم الضيافة.
حضرات السيدات والسادة
ينعقد مؤتمر المندوبين المفوضين اليوم فى ضوء العديد من التحديات، وفى غمار العديد من الأحداث والمتغيرات المتسارعة التى يشهدها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على كافة الأصعدة، وهو ما يلقى على عاتقنا كدول أعضاء مسئولية التوصل إلى توافق دولى حول العديد من الموضوعات المثارة، كما يلقى على عاتق الاتحاد الدولى للاتصالات مسئولية مواصلة دوره فى دعم هذا التوافق وتذليل كافة العقبات.
إن أجندة مؤتمرنا هذا حافلة بالعديد من الموضوعات والقضايا الهامة، التى يجب أن تحظى بنقاش مكثف والتوصل إلى توافق حولها لتحقيق الأهداف المرجوة منها، واسمحوا لى أن أستعرض معكم أهم هذه الموضوعات من وجهة النظر المصرية:
أولاً: تطوير الاتحاد وطريقة عمله وصلاحياته وتنمية موارده:
وهو من الموضوعات الهامة على أجندة مؤتمرنا هذا العام، والذى توليه جمهورية مصر العربية اهتماماً خاصاً من خلال مشاركتها فى الاجتماعات التحضيرية للمنطقة العربية والقارة الأفريقية، والتى ركزنا من خلالها على القرارات الخاصة بدستور الاتحاد، والخطتان الإستراتيجية والمالية للاتحاد، وطريقة عمل قطاع التيليكوم.
ثانياً: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية:
والتي تشكل هدفاً هاماً لجميع الدول، خاصة النامية منها، فيما يتعلق بتطبيقاتها مثل التعليم الإلكتروني، والمحتوى الإلكتروني، والحكومة الإلكترونية، والتجارة الإلكترونية، والصحة الإلكترونية، والبيئة التمكينية.
ويعد الاستمرار فى تطوير شبكة الانترنت أحد أهم العوامل المساعدة فى تحقيق الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية، فشبكة الانترنت تلعب اليوم دورا حيويا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بوجه عام، وعاملا رئيسيا في تحسين اقتصاديات العالم، ووسيلة لإتاحة الفرصة للابتكار والمنافسة والاستثمار.
الأمر الذي يرفع من أهمية الدور الذي يلعبه الاتحاد الدولي للاتصالات، بصفته المؤسسة الدولية المعنية بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويؤكد على ضرورة قيام الاتحاد بالدعم والتوسع فى تعريف الدول - خاصة النامية – بتطبيقات الإنترنت من أجل التنمية، ومنهجياتها، والشئون التنظيمية المطلوبة من اجل تنفيذ تلك التطبيقات، بالإضافة إلي كيفية إدارة تلك التطبيقات لضمان تحقيق التنمية المستدامة.
وفى هذا السياق، نود أن نثمن الدعوة التي وجهها الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات الدكتور/ حمدون توريه إلي قادة العالم من اجل ضمان تمتع أكثر من نصف سكان العالم بالنفاذ إلى الشبكات عريضة النطاق بحلول عام 2015، وٕإلى جعل النفاذ إلى الشبكات عالية السرعة حقاً من الحقوق المدنية الأساسية، كما أنه يمثل أداة من أقوى الأدوات في سباقنا إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
ثالثاً: دور الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى قضية التغير المناخى:
تعد مشكلة التغير المناخى أحد ابرز الموضوعات التى تناقش على المستوى الدولى، والتى تم تناول الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كأحد الحلول المطروحة لها، مما يلقى على عاتق مؤتمرنا هذا ضرورة إطلاق نقاش مكثف للتوصل إلى الدور الأمثل الذى يمكن أن تقوم به الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كأحد الحلول المطروحة.
وفى هذا السياق، نود أن نعلن عن استضافة جمهورية مصر العربية لندوة الاتحاد الدولى للاتصالات الخامسة بشأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتغير المناخ، خلال الفترة من 2 إلى 3 نوفمبر من العام الجارى، وإننا نتشرف بأن ندعوكم من خلال هذا المحفل للمشاركة فى هذه الندوة الهامة.
رابعاً: الأمن السيبرانى:
وهو من الموضوعات التى تحمل العديد من التحديات للمجتمع الدولى، ولعل أبرز هذه التحديات هو التوصل إلى رؤية مشتركة للجوانب التنظيمية والتطبيقية الخاصة به، وهو ما يبرز أهمية التعاون الدولي في مواجهة مخاطر الفضاء الالكتروني، فالطبيعة العالمية للتحدي تفرض مواجهته بأسلوب عالمي.
وللاتحاد دور رائد في تحفيز الثقة في استخدام وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على المستوى العالمي؛ يدعم هذا الدور الرائد أيضاً، الطبيعة المتميزة لعضوية الاتحاد التي تضم الحكومات والقطاع الخاص وباقي أصحاب المصلحة، كما أن للاتحاد سجل رائع في كفاءة التنسيق مع الجهات الأخرى ذات الصلة في الموضوعات المشابهة؛ وهو ما يجب أن يستمر في مجال تأمين الفضاء الالكتروني.
وفى سياق هذا الحديث، أتشرف بأن أشير إلى تجربة جمهورية مصر العربية فى نشر الثقة والأمن في استخدام وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك من خلال الإجراءات التى تبنتها نحو تأسيس المركز الوطنى للاستجابة لطوارئ الانترنت والحاسب (CERT)، وكذلك إصدار قانون التوقيع الالكتروني وتفعيل العمل به، بالإضافة إلى إعداد مشروع قانون أمن المعلومات.
خامساً: حماية النشء على شبكة الإنترنت:
وهو من الموضوعات الهامة التى استطاع كافة أصحاب المصلحة التوصل إلى رؤية مشتركة وبنّاءة حولها، من خلال تضافر الجهود على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية. ولا يسعنى فى هذا المجال إلا أن أشير إلى المبادرة الناجحة التى أطلقتها جمهورية مصر العربية عام 2007 من خلال حركة سوزان مبارك للمرأة من أجل السلام، بالتعاون مع الاتحاد الدولى للاتصالات وبالتنسيق مع كافة أصحاب المصلحة من الحكومة والقطاع خاص والمجتمع المدنى، وهى المبادرة التى حققت نجاحات كبيرة على المستوى الوطنى فى هذا الشأن. هذا بالإضافة إلى المجهودات المصرية على المستويات الإقليمية والدولية، المتمثلة فى دعم المشروع العربى لحماية النشء على الإنترنت، وكذلك دعم مبادرة الاتحاد الدولى للاتصالات لحماية النشء، كما تتشرف جمهورية مصر العربية برئاسة مجموعة عمل مجلس الاتحاد حول هذا الموضوع، والذى نرى أهمية تبنى مؤتمرنا هذا لتوصية باستمرار عمل تلك المجموعة.
سادساً: المؤتمر العالمي للاتصالات الدولية في العام 2012:
والذى نرى أن أهميته تكمن فى الخروج بلوائح للاتصالات الدولية أكثر فاعلية، تستجيب لقضايا اليوم وتحديات الغد، من أجل ضمان استدامة ما حققه هذا القطاع من نمو لبلداننا، وتفادي أى مخاطر قد تحيط به.
سابعاً: اختبارات المطابقة والتشغيل البيني:
وهو أحد الموضوعات الهامة والتى نرى ضرورة قيام الاتحاد بمناقشته ودعم التوصل إلى توافق دولى حوله من خلال مؤتمرنا هذا، فمع تسارع تطور التكنولوجيات وتعددها، لابد من إيجاد آليات نحو تعظيم الاستفادة منها، من خلال تكاملها وتشغليها البيني، حتى لا نجد أنفسنا نبني جزرا منفصلة متباعدة يكون المستخدم هو الخاسر الأول فيها.
حضرات السيدات والسادة
إن اهتمام جمهورية مصر العربية بشئون الاتحاد الدولى للاتصالات نابع من إدراكها لأهمية هذه المنظمة وأهدافها وما تتعامل معه من موضوعات تقنية وتنموية على قدر كبير من الأهمية لكافة الدول، كما أن قناعتنا بالدور الهام والحيوى للاتحاد تدفعنا إلى الاستمرار فى المشاركة الفعالة فى معظم برامج وأنشطة الاتحاد في قطاعاته الثلاثة، والمساهمة في إقامة العديد من المشروعات التنموية ذات الصلة بأهداف الاتحاد على المستويين الوطنى والإقليمى.
من هذا المنطلق، فإن جمهورية مصر العربية تتشرف بأن تسعى إلى إعادة انتخابها فى مجلس الاتحاد عن القارة الأفريقية، إيماناً منها بضرورة المشاركة فى دعم الاتحاد وتطويره، جنباً إلى جنب مع باقى الدول الأعضاء، آملين أن نصل إلى الوضع الأمثل لهذه المنظمة العريقة، وإننا نأمل فى الحصول على دعم الدول الأعضاء وتصويتها لصالح انتخاب جمهورية مصر العربية فى مجلس الاتحاد.
وفى ختام الكلمة، أشكركم على حسن الاستماع، وأتمنى لكم جميعاً مؤتمرا ناجحاً، وإقامة سعيدة فى هذه المدينة الجميلة، فى هذا البلد الكريم.
شكراً سيادة الرئيس.
|