رسالة المديرة


Doreen Bogdan-Martin

الزملاء والشركاء والأصدقاء الأعزاء،

ها هي سنة أخرى تقترب من نهايتها، وتنتهي معها فترة ولايتي كمديرة لمكتب تنمية الاتصالات.

لقد كان شرفاً عظيماً لي أن أتولى قيادة المكتب في وقت يشهد اضطراباً هائلاً، وربما فرصاً أكبر. وفي غضون أربع سنوات مرت سريعاً، حققنا العديد من الإنجازات الهامة والرائعة، سواء من حيث إعادة تحديد شكل مكتبنا ليصبح كياناً مرناً ومستوفياً للغرض منه، وهو ما وعدت به عندما توليت منصبي في يناير 2019، والأهم من ذلك، من حيث المساعدة على سد الفجوات الرقمية المختلفة التي لا تزال تجعل الكثير منا متخلفين عن الركب.

لقد كان الحدث الأكبر لهذه السنة بالنسبة لمكتب تنمية الاتصالات، بالطبع، مؤتمرنا العالمي الرائد لتنمية الاتصالات، الذي استضافته كيغالي بدعوة كريمة من حكومة رواندا.

وبما أن النفاذ إلى التكنولوجيات الرقمية بأسعار ميسورة أضحى أمراً ضرورياً بشكل كبير لجميع الأشخاص للتمتع بالمشاركة الاجتماعية والاقتصادية الكاملة، فقد وضعنا نصب أعيننا تنظيم مؤتمر تاريخي بحق من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة، ويصوغ نماذج شراكة جديدة، ويتغلب على العقبات التي لا تزال تمنعنا من تحقيق غايتنا المتمثلة في توفير التوصيلية الشاملة.

ولم نشعر باليأس مطلقاً. فعلى الرغم من التحديات المستمرة التي فرضتها الجائحة، فقد استقبلنا أكثر من 2 100 مشارك من 150 دولة عضواً، إلى جانب 340 من أعضاء القطاع والشركاء.

وترسم خطة عمل كيغالي المتفق عليها في المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات لعام 2022 (WTDC-22) مساراً جريئاً وطموحاً لتسريع وتيرة تحقيق التنمية الرقمية، بما يتماشى بشكل وثيق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. كما وضع المؤتمر خطة عمل مكتب تنمية الاتصالات حتى انعقاد المؤتمر العالمي المقبل لتنمية الاتصالات ووافق على مجموعة جديدة من المبادرات الإقليمية لتوجيه الموارد المستهدفة بشكلٍ أكثر فعالية إلى المناطق التي هي في أمس الحاجة إليها في جميع أنحاء العالم.

ومن خلال إصرارنا على تغيير الأمور وكسر القوالب النمطية في هذا المؤتمر، شهدنا أيضاً الانخراط في بعض الأحداث الرائدة المصممة لحشد أصوات جديدة وأساليب جديدة لتعزيز التعاون. وكانت قمة الشباب العالمية لتوصيل الجيل، من أكثر هذه الأحداث إثارةً، حيث جمعت مئات الشباب في ميدان إنتاري بكيغالي، إلى جانب أكثر من 5 000 مشارك شاركوا افتراضياً من خلال مراكز توصيل الجيل البالغ عددها 70 مركزاً حول العالم.

كما أثبتت شبكتنا الجديدة للمرأة في قطاع تنمية الاتصالات أنها تحظى بشعبية كبيرة لدى الدول الأعضاء وأعضاء القطاع على السواء، ولا تزال تتقدم بقوة. ويُعد تعزيز دور المرأة في مؤتمراتنا واجتماعاتنا خطوة مهمة نحو مزيد من التنوع والشمول، وقد ظهرت النتائج بالفعل في مؤتمر المندوبين المفوضين في بوخارست، رومانيا، حيث ترأست المرأة لجنتين من اللجان الموضوعية الثلاث في المؤتمر.

ولكن في نهاية المطاف، من بين جميع الابتكارات في المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات لهذا العام، يأتي التحالف الرقمي للشراكة من أجل التوصيل والمائدة المستديرة بشأن التنمية الرقمية للشراكة من أجل التوصيل التي عقدت في كيغالي في الصدارة. فقد حشدت الشراكة من أجل التوصيل أكثر من 28 مليار دولار أمريكي من تعهدات الاستثمار في توفير التوصيلية من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وهو ما تجاوز حتى أكثر توقعاتنا تفاؤلاً. ويمثل ذلك قفزة هائلة بالفعل إلى الأمام في جهودنا لتوصيل العالم.

وما من شك في أنه لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه. فعقب صدور تقرير التوصيلية العالمية لعام 2022 الجديد للاتحاد في المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات، والذي قدم لمحة فريدة عن تطور التوصيلية العالمية، أصدرنا مؤخراً أحدث أرقام التوصيلية الخاصة بنا في طبعة عام 2022 من تقريرنا السنوي حقائق وأرقام.

لقد عززنا هذا العام أيضاً حضورنا الإقليمي بالإعلان عن مكتب منطقة جديد سيتم افتتاحه قريباً في نيو دلهي، الهند – وهو معلم مهم يعترف بالمكانة المتنامية لشبه القارة الهندية كمنطقة رائدة على مستوى العالم في مجال تطوير البرمجيات والأجهزة، ويعترف في نفس الوقت بضرورة معالجة الفجوات الرقمية التي لا تزال تمنع الفئات المهمشة في المنطقة من الاستفادة من القوة التحويلية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وعندما أنظر إلى الوراء، ليس فقط إلى ما أنجزناه في عام 2022، ولكن إلى التقدم الهائل الذي أحرزناه معاً خلال السنوات الأربع التي توليت فيها قيادة العمل في الاتحاد في مجال التنمية، لا يسعني إلا أن أتوجه بجزيل الشكر لجميع أعضائنا وشركائنا على ثقتهم والتزامهم ودعمهم. لقد قطعنا شوطاً طويلاً، وأنا على ثقة من أننا، بفضل التعاون المستمر، سنقطع خطوات أكبر معاً نحو تحقيق غايتنا المتمثلة في توفير توصيلية هادفة شاملة بحلول عام 2030.

أخيراً وليس آخراً، أود أن أشكر الرجال والنساء الاستثنائيين في مكتب تنمية الاتصالات على جهودهم الدؤوبة للوفاء بتعهداتنا المتعلقة بالتوصيلية، ولضمان أن يحقق دوماً مكتبنا لتنمية الاتصالات الذي يفي بالغرض منه، في ثوبه الجديد، أقصى تأثير وأقصى قيمة لأعضائه.

دورين بوغدان-مارتن
مديرة مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد الدولي للاتصالات والأمينة العامة المنتخَبة للاتحاد

@ITUBDTDirector